













صالح حنتوس

بينما تحاول آلة الحرب والظروف القاسية تكميم الأفواه وتغييب الحقائق، يبرز صوت الشعب اليمني كصوت مدوٍّ لا يعرف الصمت، يثبت اليمنيون يومًا بعد يوم أنهم شعب حي، يقظ، وواعٍ، يرفض أن يستسلم للظلم أو أن يدفن قضاياه تحت ركام المعاناة.

خيار المقاومة الفردية والجماعية بكل الوسائل المتاحة هي الطريق الوحيد لهزيمة الحوثي والإمامة والانقلاب وبناء الجمهورية مرة أخرى.

على مدى سنوات مضت حُوصر هذا الشيخ اليمني البارز وتعرَّضَ لضغوطٍ وتهديدات لم يستسلم لها أبدا، لأنه كان يرى نماذج من الممارسات البشعة التي طالت شخصيات من زملائه وقعت في قبضة الجماعة وانتهى بها الأمر إما للتعذيب والتغييب أو الموت.

يقصف.. وأنا سأعمل جهدي. رد الشيخ صالح حنتوس على التهديدات الحوثية إذا لم يسلم لهم رقبته.

لم يكن أحد يعرف الشيخ صالح حنتوس. كان ممكنًا ان يموت في منزله أو في سجن الحوثي بصمت، لكنه قرر التخلص من الخوف، وهو الخط الذي يصنع بتجاوزه الأبطال ويجعل للحياة معنى وللفرد القائد حضور في الحياة وبعد الموت.

لم تكن "جريمة حنتوس" في الحقيقة إلا فضيلة عظيمة: أن يكون عالمًا وفقيهًا يحفظ القرآن الكريم في محافظته ريمة ومنطقة السلفية تحديداً. هذا هو "ذنبه" الوحيد في نظرهم، وهو ما كلفه حياته.